الحب المستحيل-فؤاد اليزيد السني (بروكسيل-بلجيكا)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

الحب المستحيل

  فؤاد اليزيد السني    

     -1-

أَذِنَ الرّحيل،
لا أَطْلالَ جاهِليّة،
لا دِمَنَ شاكِيّة،
و لا غاباتَ نَخيل.

       -2-

أَذِنَ الرََّحيل،
لا حَدائِقَ كَوْثَر،
لا صَوامِعَ عَنْبَر،
و لا خَليفَة دَخيل.

     -3-

أَذِنَ المُسْتَحيل،
قَمَرٌ يُداسُ و عَصيرُ نِسْرين،
و عَصْرٌ آليٌّ  و إِنْسانٌ دَليل،
و شُعَيِّبٌ عَرَبِيّ ما زال في بال القِنْديل.

      -4-

و سَقَطَت الحَداثَة على رَمادِ الماء،
و مَشَتِ الرّجالُ الشُّقر على رِقابِ العَبيد،
تُزيلُ هذا و أولائكَ و تَرْفَعُ ذاكَ الرِّداء،
و مُلوكٌ هَمُّها أَن تَسْكَرَ و رَبُّكَ بِشًقْرَةِ النّبيذ.

       -5-

لا حَبّذا و لا بِئْسَ و لا  هَوى،
لا تَسْأَلني عَنها لَوعَةُ لَيلى،
و لا قَيْسُ و لا كُثَيّر و لا قَرين،
لا أبا لَكَ يَسْأَمِ .. و لا غُيوم و لا خَليل.

           -6-

أَذِنَ الحُبّ العَجيب،
و الأُفُقُ رائعٌ و الله قَريب،
و ساحِرَةُ بُهتانِ الحِكايَة،
تُسِرُّ لي أَلفَ غِوايَة.

          -7-

و "طَرَفَة" عِنْدَ الأُفُقِ الشَّريد،
نَبيذا أم مَوتا أم حور عين ؟
ثَلاثٌ ورَبِّكَ لَولا كَآبةُ الفَتى،
ما حَفِلَ بِهذا الكَون السّجين.

          -8-

و قَدِمَ القِطارُ على السِّكَكِ القَديمة،
و جاءَتِ العلوم و التِّقانَة صَفّا .. صَفّا ..
و مَدينَةُ الإِسْلامِ في إِسْطَبلِ النّاَقة،
ما زالَت تَحْتَ الأَنْقاضِ نَوايا دَفينَة.

           -9-

ما زالَتْ ظِلالُ تِلكَ الزّيتونَة،
مُنْذُ شَبّ حَريق النّار في اللَّيمونَة،
و الرّوحُ المُعانِقَة لِشَهوَة الرّاح،
على شُقْرَة الغَربِ تَبيع شَرَفَ التُّفاّح.

            -10-   

و للِشَّيطانِ البَدَوِيّ بَنزينا و راحا،
لا إله لَهُ لا وَسيلَة لا ضَمير و لا أمانَة،
و لما يَزَل مُهيمنا على سَماء المَدينة،
 شَحّاذا باعَ أُمَّهُ و رَبّه و اسْتراح. 
                     
              -11-

و عَلّلَ وُجودَه المَخْلوقُ التَّعيس،
 ذاتَ يَومٍ على حُداء العيس،
بِأَنّ لِلْقَدَر في النَّفْس غايَة،
و لَهُ عِنْدَ إِمامِ الرَّأْيِ رِوايَة.

              -12-

و كَعاد و ثَمود و العَماليق،
و بِحار شُقّت مِياهُها و الغَرانيق،
تَوَسّد العَربُ جُدارَ السِّعايَة،
و اسْتَباحوا عِطْرَ البَكارة و الْبَغايا.



  من ديوان " قناديل فاس "
  فؤاد اليزيد السني (بروكسيل-بلجيكا) (2009-07-16)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

الحب المستحيل-فؤاد اليزيد السني (بروكسيل-بلجيكا)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia